أَسْعَى إِلَيْكِ وَلا أَدْرِى مَتَى أَقِفُ
يَحْدُو خُطَايَ إلَى أَرْجائِكِ اللَهَفُ
تَشُدُّنِى نَحْوَكِ الأَشْواقُ لاهِثَـــــةً
لَوْلا الأَمَانِى لَقَدْ أَوْدَى بِيَ الشَغَفُ
لَوْ لَمْ يَكُنْ أَمَلِى فِى الوَصْلِ ما بَرُدَتْ
نِيرانُ وَجْدِى بِما أَلْقَى وَلا أَصِفُ
أُخْفِى جَوَى القَلْبِ حَتَّى عَنْكِ مُصْطَبِراً
وَ قَدْ يَرَى الناسُ أَنِّي شَفَّنِى الكَلَفُ
وَ أُرْسِلُ الزَّفْرَةَ الحَرَّى .. فَأَمْزُجُها
بأنَّةِ الشَّوْقِ لا يُدْرَى لَها طَرَفُ
كَأنَّنِى والخُطَى تَغْدُو إلَيْكِ هَوًى
أَجْرِى وَراءَ سَرابٍ سَوْفَ يَنْصَرِفُ
تَعاوَرَتْنِى هُمُومُ الحُبِّ مُرْجِفَةً
وَمُهْجَتِى بِلِحافِ الحُزْنِ تَلْتَحِفُ
وَمُقْلَتِى شَخَصَتْ فِى كُلِّ نَاحِيَةٍ
وَدَمْعُها لِارْتِقَابِ المُلْتَقَى ذَرِفُ
هَلّا تَلُوحِين لي غَيْماً يُباكِرُنِي
عِنْدَ الأَصِيلِ بِصَوْبٍ مِنْهُ أَرْتَشِفُ
أَعْيَيْتِ خاطِرِيَ الهيمانَ من لَهَفٍ
وَلا أَرَى أَنَّنِي لِلوَصْلِ أزْدَلِفُ
دُرُوبُنا اخْتَلَفَتْ لِكَنَّما .. أَبَداً
قُلُوبُنا فِى هَواها لَيْسَ تَحْتَلِفُ
قَدْ أَنْكَرَ القَوْمُ حُبَّيْكُمْ بِلا أَرْب
لِذا يَرَوْنَ بِأَنِّى مَسَّنِى الخَرَفُ
فَالحُبُّ عِنْدَهُم مَآرِبٌ قُضِيَتْ
لِحِينِها .. وَ الهَوَى مِنْ بَعْدِها تَرَفُ
فَلا وَرَبِّكَ لَمْ يَدْرُوا لَوَاعِجَنا
وَلا لِمَعْنَى الهَوَى حَسُّوا وَلا عَرَفُوا
وْ قاتَلَ اللهُ قَوْماً تِلْكَ فِكْرَتَهُمْ
عَنْ الصَبابَةِ غُلْفاً أَيْنَما ثُقِفُوا
قَالُوا تَلِفْتَ عَلَى مَنْ لَسْتَ تُدْرِكُهُ
هَوِّنَ عَلَيْكَ فَقُلْنا: حَبَّذا التَلَفُ
إِتْلافِيَ الرُوحَ فِيمَنْ قَدْ خُلِقْتُ لَهُ
وَجَداً وَشَوْقاً مَدَى الأَزْمانِ لِى شَرَفُ
إنْ كانَ حُبَّيْكِ جُرْماً فِى شَرِيعَتِهِمْ
فَلْيَشْهَدُوا أَنَّنِى لِلجُرْمِ مُقْتَرِفُ