بِحُسْنِ وَجْهِكِ قَدْ ضاءَتْ صَباحاتِي
يا مَعْدِنَ الحُسْنِ أَشْرِقْ فِي فَضاءاتِي
الصُبْحُ بَعْضُ تَجَلِّي حُسْنِها وَلَها
بِاللَّيْلِ أَيْضاً تَجَلٍّ فِي صَبَاباتِي
أَبْهَى مِنَ الزَّهْرِة التزهو مُعَطَّرَةً
أَجْواؤُها بِنَثِيثٍ غَيْرِ أَشْتاتِ
أَشْهَى مِنَ الماءِ يَجْرِي مِنْ مَنابِعِهِ
فِي جَدْوَلٍ بِخَرِيرٍ مُطْرِبٍ صاتِ
أَزْهَى مِنَ القَطْرِ إِذْ تَهْمِي سَحائِبُهُ
عَلَى البَساتِينِ تُحْيِيها بِإِنْباتِ
أَحْلَى مِنَ الحُبِّ إِذْ لَوْلا مَحاسِنُها
ما كانَ لِلحُبِّ ذِكْرٌ فِي مُناجاتِي
مَدِينَةَ القَلْبِ جُنَّ القَلْبُ مِنْ وَلَهٍ
بِحُسْنِ وَجْهِكِ يا وَجْهَ المَسَرّاتِ
وَكَيْفَ لا وَهْوَ فِي ذاتٍ مُطَهَّرَةٍ
فُؤادُها مُفْعَمٌ بِالحُبِّ فِي ذاتِي
أَهْواكِ يا بَهْجَتِي فَاسْتَقْبِلِي حُضُنِي
وَذَوِّبِي حِضْنَكِ الدافِي بِنَبْضاتِي
كُونِي لِيَ الأُنْسَ حَتَّى يَنْقَضِي عُمُرِي
وَأَبْهِجِينِي وَحَلِّي كُلَّ أَوْقاتِي
أَنا لِغَيْرِكِ لا أَرْضَى تُؤانِسُنِي
وَلا بِغَيْرِكِ تَحْلُو لِي صَباحاتِي