وافَتْ بِزِينَتِها وَالنَفْسُ أَشْتاتُ
فِي يَوْمِ عِيدٍ وَمِلْءُ الجَوِّ زِيناتُ
فَلَمْلَمَتْ مِنْ شَتاتِي كَيْ تُشَكِّلَنِي
فَتىً تَجَلَّتْ لَهُ فِي الحُسْنِ آياتٌ
كَأَنَّنِي بَعْدَها طَرْفٌ يُحَرِّكُهُ
قَلْبٌ أَذابَتْهُ فِي الحُبِّ الإِشَارَاتُ
وَعانَقَتْ مُقْلَتِي مِنْها مَفَاتِنَهَا
وَفِي المَفاتِنِ كَمْ حِيْكَتْ حِكاياتُ
وَسَلَّمَتْ بِاِبْتِسامٍ خِلْتُ بَسْمَتَهَا
إِشْراقَةَ البَدْرِ إِذْ تَحْلُو المَسَاءَاتُ
فَيالَهُ مِنْ جَمالٍ تَمَّ جَوْهَرُهُ
يَنْعِي الَّذِينَ عَلَى أَعْتابِهِ ماتُوا
تَسَمَّرَتْ قامَتِي فِي دَهْشَةٍ وَعَلَى
بالِي مَسائِلُ خانَتْها الإِجَاباَتُ
وَحِينَمَا قَبّلَتْ ثَغْرِي بِمَبْسَمِها
تَطايَرَتْ فِي سَمَا قَلْبِي الفَراشاتُ
وَلَمْ أُفِقْ بَعْدُ مِنْ سُكْرِي بِخَمْرَتِها
فَلَيْسَ لِلعَقْلِ فِي حُبِّ خِياراتٌ
تَمَحْوَرَ الكَونُ فِي آفَاقِ فِتْنَتِها
وَإِنْ ضَلِلْتَ بِها فَهِيَ الهِداياتُ
أَخَمْرَةً قُلْتُ؟ لا فَالخَمْرُ فاكِهَةٌ
فِي الأَصْلِ لٰكِنَّها نَجْوَى وَنَبْضاتٌ
وَجَنَّةٌ قَدْ حَوَتْ مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ
طابَتْ وَتَقْطِفُها مِنِّي الحَشّاشاتُ
وَإِنْ أَرَدْتَ مَزِيداً مِنْ سُلافَتِها
يَكْفِيكَ عَنْ قَطْفِها فِي السُّكْرِِ نَظْراتُ
وَمِنْ جَنَاهَا ثَمِلْتُ اليَوْمَ لا سَكَراً
وَإِنَّما اسْتَيْقَظَتْ مِنِّي الصَبّاباتُ
فَقُلْتُ وَالقَلْبُ لِمّا يَقْضِ مِنْ وَطَرٍ
هٰذِي بِداياتُها، كَيْفَ النِهاياتُ؟